مملكة كوش
هي واحدة من أعظم الحضارات الإفريقية التي قامت في منطقة حوض النيل، والتي إمتدت حدودها من جنوب أسوان حتي مقرن النيلين الأبيض والأزرق. وكانت منطقة النوبة العليا شاهدة علي قيام ثلاثة ممالك كوشية، أولاً مملكة كرمة التي إمتدت لألف عام من 2500-1500ق.م، ثم مملكة نبتة التي إمتدت من القرن العاشر حتي القرن الثالث قبل الميلاد، وأخيراً مملكة مروي التي إمتدت من 300 ق.م حتي 300 م.مملكة كرمة حضارة كرمة 2500-1500 ق.م
كانت مملكة كرمة واحدة من أكبر وأقوي الممالك الإفريقية، وإتسعت رقعتها شمالاً حتي وصلت مصر، وفاقت مساحتها الجغرافية في فترة من الفترات، وشكلت تهديداً لها وهو ماجعل الملك سنوسرت الثالث (خامس الأسرة الفرعونية الخامسة عشر ) بشن حملات علي الكوشيين في الجنوب المصري قدرت ب47 حملة حتي أبعدهم عن الحدود المصرية. وأقام عدد من الحصون والقلاع في منطقة النوبة السفلي بين الشلالين الأول والثاني وفي صعيد مصر حتي يأمن شرهم. مما يؤكد علي قوة الكوشيين ومنعتهم ومهارة الرمي التي إشتهروا بها من عهد بعيد. وفي عهد أحمس الاول مؤسس الأسرة الفرعونية الثامنة عشر سقطت مملكة كرمة، وأصبح أرض النوبة يحكمها المصريون لمدة تزيد عن 500 سنة كان نائب الملك المصري هو حاكم مملكة كوش.مملكة نبتة
كانت أرض النوبة تحت إمرة الإمبراطورية المصرية بعد سقوط مملكة كرمة، وظل الكوشيون في تمرد مستمر للوجود المصري، مما جعل الملك أحمس الثالث غزو منطقة النوبة العليا حتي الشلال الرابع، واصبحت نبتة هي حدود الجنوبية للدولة المصرية. في العام 1070 ضعفت الدولة المصرية وأصبحت مهددة من الجنوب والغرب، أما من الجنوب فهم الكوشيون الطامحون للإستغلال بدولتهم ومن الغرب الأشوريين الطامحين إلي التوسع بعد بسط نفوذهم علي بلاد فارس والقوقاز. إستغل الكوشيون ضعف الدولة المصرية وأعلنوا إستقلال دولتهم وأسسوا مملكة كوش وعاصمتها نبتة (مروي). شهدت الفترة المروية إزدهاراً في مجال صناعة الحديد والتنقيب عن الذهب، وأصبحت نبتة مركزاً تجارياً مهماً تمرعبره تجارة البحر الأحمر، وطور النوبيون طرق الزراعة بإستخدامهم السواقي في الزراعة فإزدادت الانتاجية وصارت من أقوي الممالك الإفريقية في وقت وجيز وشكلوا تهديداً مباشراً لمصر.وفي عهد الملك كاشتا، غزا الكوشيون مصر العليا وإستولوا عليها. وفي عهد خليفته بعانخي، إستولي النوبيون علي مصر السفلي (مصر القديمة) وبذلك دانت لهم مصر كلها وحكموا مصر وشكلوا الأسرة الخامسة والعشرين وتقدر فترة حكمهم لمرة قرن كامل.
